علم الأوبئة، الوقاية من العدوى ومكافحتها

يتمثل دور برنامج سبيتار للوقاية من العدوى ومكافحتها في رصد أعلى مستوى لصحة وسلامة موظفينا وضيوفنا، والحفاظ على هذا المستوى من خلال تطبيقمبادئ وممارسات الوقاية من العدوى ومكافحتها

من خلال إنشائه لنظام سبيتار الشامل والمستدام للوقاية من العدوى ومكافحتها، يستخدم القسم المختص أفضل الممارسات القائمة على الأدلة لضمان أن تكون البروتوكولات والمبادئ التوجيهية والسياسات الصحيحة لمكافحة العدوى موجودة كما ينبغي. إضافة إلى ذلك، يشْرِف القسم المختص على تطبيق بروتوكولات ومبادئ وسياسات مكافحة العدوى في جميع الأقسام والمنشآت التابعة لسبيتار.

ومن خلال تجميعه للمعلومات عن أفضل الممارسات القائمة على الأدلة، يتسنى لبرنامج سبيتار للوقاية من العدوى ومكافحتها استشارة مقدمي الرعاية الصحية، وتقييم الأمراض الانتقالية، ورصد العدوى ذات الصلة بالعمل في مجال الرعاية الصحية، وتقديم برامج تعليمية عن مكافحة العدوى لجميع موظفي المستشفى، ووضع خطط قائمة على الأدلة للتدخل للوقاية من العدوى.

يتبع برنامج سبيتار للوقاية من العدوى ومكافحتها التعريف القياسي لالتهابات موضع الجراحة، والذي تم وضعه من قبل مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC). تتم في سبيتار مراجعة جميع الحالات الجراحية يوميا، إضافة إلى مراقبة معدلات التهاب موضع الجراحة، أي عدد حالات الالتهاب لإجمالي عدد العمليات الجراحية، ويتم بعد ذلك رفع تقرير شهري بها إلى المجلس الأعلى للصحة. وقد قام برنامج سبيتار للوقاية من العدوى ومكافحتها بوضع نموذج مراقبة يومية لحالات التهاب موضع الإصابة، إضافة إلى قيامه بتدقيق شهري لإجراءات الوقاية منها.

ويشمل برنامج الوقاية من التهاب موضع الجراحة، الفحص قبل الجراحة لأنواع البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية (MRSA، MRSE، S. Aureus).بالإضافة إلى علاج حالات المرضى المصابين بهذا النوع من البكتيريا ممن يخضعون لعمليات جراحية في سبيتار. كما يتم إجراء الفحص لهذه الأنواع من البكتيريا للطاقم الطبي مرتين في السنة.

يقوم برنامج سبيتار للوقاية من العدوى ومكافحتها بالعمل على الوقاية من المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (MRSA) ومنع انتقال العدوى. وتشمل إجراءات الوقاية من العدوى؛ تعزيز نظافة اليدين، واحتياطات العزل (اللمس)، تنظيف وتطهير البيئة المحيطة، وتثقيف الموظفين والمرضى، ورصد أفضل الممارسات المستدامة القائمة على الأدلة للوقاية من الكائنات الدقيقة المقاومة للأدوية المتعددة (MDRO).

ويشمل برنامج الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي الفيروسية أيضا؛ التثقيف عن الجهاز التنفسي وتعزيز الممارسات الصحيحة المتعلقة به، وتطوير برامج لتعزيز ورصد والحفاظ على أفضل الممارسات القائمة على الأدلة للوقاية من فيروسات الجهاز التنفسي، إضافة إلى القيام بحملات التطعيم من الإنفلونزا لجميع موظفي سبيتار والرياضيين الزائرين.

يولي سبيتار أهمية قصوى لنظافة اليدين، حيث أنها الطريقة التدخلية الأكثر تأثيرا في الوقاية من العدوى ذات الصلة ببيئة الرعاية الصحية. يعد التدريب على نظافة اليدين في سبيتار إلزاميا ويتم تضمينه ضمن جلسات اللقاء التوجيهي العام لكل موظف. يقوم برنامج سبيتار للوقاية من العدوى ومكافحتها بمراقبة امتثال الأفراد لتعليمات نظافة اليدين، وذلك من خلال الملاحظات المباشرة التي يقوم بها فريق مختص من المراقبين الذين يقومون بمراقبة تطبيق الممارسات الصحيحة لنظافة اليدين في جميع أقسامنا. وتشمل المراقبة التي يقومون بها استخدام تعريفات موحدة لكيفية تطبيق إجراءات نظافة اليدين، وطرق موحدة لإجراءات جمع البيانات ذات الصلة.


تتم مراقبة الامتثال لتعليمات نظافة اليدين في كل مرة يتم فيها الدخول إلى غرف أو مناطق رعاية المرضى وكذلك عند الخروج منها، وقبل وبعد القيام بأي تدخلات علاجية أو اتصال (تلامس) مع المريض أو بيئته. كذلك يخضع كل من أعضاء الفريق الذين يعملون في المجال السريري أو في مجال الاختصاصات الصحية المساندة إلى الملاحظة بشأن الامتثال بتعليمات نظافة اليدين.

أيضا، يقوم برنامج سبيتار للوقاية من العدوى ومكافحتها بالترويج للجلسات التثقيفية عن نظافة اليدين للرياضيين في النوادي والاتحادات في قطر، وذلك في إطار برنامج سبيتار الوطني للطب الرياضي.
 

أهمية الوقاية من العدوى ومكافحتها خلال جائحة كوفيد


لا يمكن الاستخفاف بأهمية تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها في منشآت الرعاية الصحية، وبالأخص في عصر يشهد العالم فيه تهديدات صحية من أمراض انتقالية مستجدة ومتحورة. يعد انتقال الأمراض/ مسببات الأمراض موضوعا دائم التطور، ولا يستثنى من ذلك انتقال مسببات الأمراض التي تتسبب في أمراض الجهاز التنفسي الحادة مثل سارس-كوف-2 (المعروف بفيروس كورونا المستجد) الذي يسبب كوفيد - 19.

وقد تجلت أهمية الضوابط الإدارية والبيئية للحد من انتقال العدوى التنفسية الحادة بشكل جيد خلال فترة تفشي فيروس سارس في الماضي. وتعد إدارة ومكافحة العدوى، بما في ذلك الكشف المبكر، والعزل، والإبلاغ عن الإصابة، وإنشاء البنية التحتية لمكافحة العدوى، عناصر رئيسية لاحتواء وتخفيف تأثير مسببات الأمراض التي قد تشكل تهديداً رئيسياً للصحة العامة.

وقد قام فريق مكافحة العدوى والحد منها التابع للجنة مكافحة العدوى بتسهيل تطبيق جميع هذه العناصر. ويضم هذا الفريق ممارساً صحياً وأطباء يعملون في مجال مكافحة العدوى، وأعضاء رئيسيين من مختلف الأقسام السريرية وأقسام الخدمات الصحية المساندة في سبيتار. أما بالنسبة لهذه الأزمة، فقد شمل الدعم على مستوى مؤسسة أسباير زون، توجيها من فريق إدارة الأزمات، ومشاركة المهنيين من ذوي الاهتمامات المشتركة الذين ينتمون إلى فريق (العودة لمزاولة العمل من المكاتب).

كان وضع جائحة كوفيد – 19 ولا يزال يمثل تحديا في مجال الوقاية من العدوى ومكافحتها، حيث كانت هناك حاجة ماسة إلى التحلي بالمرونة في أوقات التوتر المتزايد الواقع على الموظفين والمجتمع ككل. وقد اعتاد قسم الوقاية من العدوى ومكافحتها على الحاجة إلى التفكير النقدي في بيئات العمل عالية التوتر

إن شرط تدريب العاملين الآخرين في مجال الرعاية الصحية حول كيفية القيام بأشياء غير واردة في الدليل هو في آن واحد فرصة للتعرف على المرض الذي يتم التعامل معه، وفرصة للتعرف على كيفية العمل بشكل جيد في إطار فريق يعمل في مجال الرعاية الصحية. ويعد الحفاظ على الثقة والشفافية بين أفراد الفريق من أهم أهداف التدريب.
عمل قسم الوقاية من العدوى ومكافحتها، خلال فترة التدفق المستمر للمعلومات الكثيرة والجديدة القائمة على الأدلة عن كوفيد - 19 والتي أصبحت متاحة للجميع، على نشر معلومات دقيقة عن كوفيد - 19، وتفنيد المعلومات التي لا تستند إلى الأدلة العلمية والتي كانت غالبا ما تقود المجتمع إلى الخوف من المرض. ولا يقتصر دور قسم الوقاية من العدوى ومكافحتها على وضع مبادئ توجيهية تستند إلى حالة المرض الذي يتم التعامل معه فقط، وإنما يشمل أيضا ضمان حدوث التواصل والتدريب والتعليم بشأن هذه المبادئ التوجيهية. 

كانت سلامة المرضى وعائلاتهم ولا تزال الهم الأول والأخير لجميع موظفي سبيتار، وقد كان من دواعي سرورنا العمل مع العديد من الموظفين الملتزمين في سبيتار ومؤسسة أسباير زون الذين يشاركوننا نفس الاهتمام المنصب في مصلحة جميع أفراد مجتمعنا خلال هذه الأوقات الاستثنائية.

وقد أثبتت التجارب التي مر بها العالم، مثل الإيبولا في عام 2014، وسارس-كوف في عام 2003، قدرة المستشفيات على تضخيم انتشار المرض، والدورالحاسم الذي تلعبه برامج الوقاية من العدوى ومكافحتها في مجابهة هذا التضخيم. كانت جائحة كوفيد - 19 بمثابة دعوة للاستيقاظ في مجالي الصحة العامةوالرعاية الصحية على حد سواء. نحن في مؤسسة أسباير زون/ سبيتار ندرك بأن التزامنا بالاجتهاد في المضي قدما هو سبيلنا للخروج من هذه التجربة أقوياء أكثر من ذي قبل.